من بورتو مونت، اتخذت حافلة متجهة إلى الساحرة جزيرة تشيلوي، واخترت الخدمة الموضحة في الشكل 17. استغرق الرحلة المناظر الطبيعية حوالي أربع ساعات، وبلغت التذكرة 8000 بيزو، ونزلت في كاسترو، أكبر مدينة وعلى الأرجح الأكثر حيوية في الجزيرة.

جزيرة تشيلوي، الأكبر في تشيلي، تقع في المحيط الهادئ الجنوبي وتتميز بشريط ثقافي فريد. من بين كنوزها الـ 16 كنيسة خشبية معترف بها من قبل اليونسكو، تبرز كنيسة سان فرانسيسكو بقبابها المزدوجة الجذابة والألوان الزاهية للفسيفساء. هذه الـ 16 كنيسة خشبية هي أمثلة رائعة على الهندسة المعمارية الدينية في أمريكا اللاتينية، وقد تم بناؤها لأول مرة عام 1608 بواسطة المبشرين اليسوعيين، ثم استمر العمل عليها من قبل الفرانسيسكان.

تندمج هذه الكنائس بأسلوبها القوطي الأوروبي مع التأثيرات الثقافية المحلية الأصلية، مما يخلق تقليدًا معماريًا "هجينًا" مذهلًا وذا أهمية تاريخية كبيرة.

في كاسترو، تقدم المنازل العائمة أو "بالافيتوس" مشهدًا مذهلاً. عند انحسار المد، تصبح أسس هذه المنازل مرئية، وعندما يرتفع المد، تبدو وكأنها تطفو بسلاسة فوق السطح، مشابهة للمنازل العائمة التي توجد في هونان الغربية. من بين اللذائذ المحلية الأخرى، هناك مجموعة متنوعة من البطاطس التشيلوية، التي تأتي بأنواع وألوان متعددة.

تحتوي هذه البطاطس على حلاوة طبيعية وخالية من الحموضة، مما يجعلها طبقًا شهيًا سواء تم تناولها بمفردها أو كجزء من طبق أكثر تعقيدًا.

تقنية "بناء التدرجات" التي تعتبر علامة مميزة لجزيرة تشيلوي، تُستخدم بشكل أساسي لأسقف وواجهات المنازل الخشبية التقليدية. هذا التصميم المبدع لا يتحمل فقط المناخ الممطر للجزيرة بل يجسد أيضًا التداخل الغني للثقافات والتقاليد الجمالية، ليصبح مع الوقت رمزًا محببًا للهوية الفريدة لتشيلو.


