جزيرة تشيلوتي، تشيلي
تقع جزيرة تشيلوتي على بعد 55 كيلومتراً من ساحل مدينة بورتو مونت، وهي كنز مخفي كان معزولاً لفترة طويلة عن البر الرئيسي التشيلي. هذه العزلة أنتجت خليطاً فريداً من الطبيعة والثقافة والنمط الحياتي التي تجعلها مختلفة. بجانب جاذبيتها الأمريكية الجنوبية الأصلية، تشتهر الجزيرة بمجموعة مذهلة من الكنائس الخشبية.
إجمالي 14 كنيسة وديران، مسجلان بشكل مشترك كموقع للتراث العالمي لليونسكو في عام 2001، يُظهرون التراث المعماري الغني للجزيرة. هذه الهياكل المدهشة، التي صُنعت بدون استخدام أي مسمار حديدي بل باستخدام مسامير خشبية في المفاصل، تحافظ على تأثير العمارة الإسبانية بينما تتميز بألوان زاهية وأشكال مميزة.
عبر الجزيرة، يمكنك أن تجد أكثر من 150 كنيسة خشبية مثل هذه، وكل منها شهادة على الإيمان الكاثوليكي العميق للسكان المحليين، مما جعل تشيلوتي تحظى بلقب "أيرلندا أمريكا". لعبت الكنيسة دوراً محورياً خلال غزو إسبانيا لأمريكا الجنوبية، وهو أمر يمكن النظر إليه كشكل من أشكال العدوان الثقافي أو كشكل من أشكال التنوير، حسب الزاوية التي ينظر منها الشخص.
جزيرة تشيلوتي معروفة أيضاً بامطارها الغزيرة وغاباتها الكثيفة، مما يجعلها أرض خشب. أحد المشاهد الأكثر إثارة هو المنازل على الجزيرة، التي تتميز بجدرانها المغطاة بالألواح الخشبية التي تشبه تدرج السمك، مما يضيف لمسة خيالية إلى المناظر الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، المنازل العائمة الملونة، أو البالافيتوس، هي ميزة محببة تعكس التراث البحري للجزيرة.
في قلب كاسترو، عاصمة جزيرة تشيلوتي، يقف كاتدرائية سان فرانسيسكو دي كاسترو، وهي مكان لا بد منه لأي زائر. موقع آخر بارز هو الكنيسة في المدينة الجميلة أشاو، التي تعتبر أقدم كنيسة على جزيرة تشيلوتي وفي جميع تشيلي. هذا الموقع التاريخي، الذي هو أيضًا موقع للتراث العالمي، يقدم لمحة عن الماضي العريق للجزيرة وتراثها الثقافي المستمر.
