عند الرصيف، رحب بي أحد الموظفين قائلاً: "تهانينا وارتقِ بالثراء." فتحيّرت وسألت بفضول: "هل تعرف ما معنى 'تهانينا وارتقِ بالثراء'؟" فأجابني بفرح: "عيد ميلاد سعيد." لم أستطع إلا أن أدير عيني بسخرية وصبرت على شرح الفرق.

كنت أتخيل القارب السريع ليكون يختًا حديثًا ومتوسط الحجم. لكنني وجدت نفسي أمام قارب قديم وصغير الحجم. لدخول المقصورة، كان علي القفز من الرصيف إلى أعلى القارب ثم التسلق عبر ثقب في المقدمة (كما هو موضح في الشكل 3). هاها، كان تحديًا لمن لديهم أرجل قصيرة للحفاظ على أي مظهر من مظاهر الوقار.

كان القارب مزدحمًا بالناس، مما جعلني أشعر وكأنني لا أبدأ إجازة، بل أهرب من كارثة.

بينما كان القارب الصغير يشق طريقه عبر الأمواج، بدا وكأنه نجم موسيقي يكسر الجيتار بغضب وحماس. كان مشهدًا رائعًا؛ حافظت على ملامحي الباردة، متناسيًا غياب سترات النجاة داخل المقصورة.

أعيني انصبت نحو مقعد القيادة حيث كان هناك شعار يقرأ: "أكل، نوم، الغوص، تكرار."

يا للهول، هذا هو الحياة التي أريدها. يا للهول، إذا حدث أي شيء سيئ، سأسبح خارج ثقب المقصورة.

وهكذا بدأت حياتي الجزرية اللذيذة (والملوحة).

مع الأسف، تجوّلت في شارع أمبيانا لفترة طويلة الليلة الماضية دون أن أجد متجر خمور واحد. صباح اليوم، جمعت شجاعتي وسألت موظف الاستقبال في الفندق أين يمكنني شراء الكحول. عند رؤية الفتاة وهي ترتدي العباءة السوداء والغطاء على رأسها، تردّدت. إذا تمكنت من الوصول بسهولة، أخطط لتناول مشروب مستحق.

مرت ساعتان، وتحول البحر، مثل الروح التي تم تنظيفها تمامًا، من اللون الأزرق الداكن إلى الأزرق، ثم إلى اللون الأخضر الياقوتي المذهل. انتقلت من الجزيرة الأولى إلى قارب خشبي سيأخذني إلى منتجعي. كان صاحب القارب وابنته دافئين ولطيفين، وكان القارب الخشبي نفسه يبدو وكأنه يرحب بكل موجة بترحيب حار. قريبًا، كنت تقريبًا مبللًا.
كانت كوختي بسيطة ونظيفة وواضحة، مع القليل من الجاذبية الريفية المناسبة. لم يكن هناك كهرباء (إلا بكميات محدودة) أو ماء ساخن، وبالطبع لا يوجد إنترنت ولا إشارة هاتفية. كانت الشاطئ هادئًا ومقفرًا، بلا أي شخص في الأفق. لاحقًا، اكتشفت أنني كنت هي الزائر الوحيد في المنتجع بأكمله.